خطاب اعتذار إلى رئيس الاتحاد الغاني

السيد كويسي نينتاكاي،

رئيس
الاتحاد الغاني لكرة القدم

تحية طيبة من القاهرة، العاصمة التي
اشتعلت ميادينها قبل شهور احتفالا بالفوز على فريقكم في نهائي كأس الأمم
الإفريقية ولكنها غرقت في بحر من الحزن عقب خروجكم من المونديال.... مشاهدة المزيد

لا أجد من الكلمات ما يعبر عن خجلي
حينما أستعيد ذكرى عصر السادس من مايو الماضي حينما سخرت بشدة من تصريحك
بأنك واثق من قدرة غانا على الفوز بكأس العالم 2010. نشرنا التصريح هنا في
FilGoal.com ولكن باعتباره خبرا طريفا ليس أكثر.

أثبتت الأيام أن
تصريحك لم يكن كلاما في الهواء لأن المكان الطبيعي لغانا الآن من المفترض
أن يكون نصف نهائي المونديال، ما يعني أن نسبة فوزها بالبطولة 25% مثلها
مثل باقي أضلاع المربع الذهبي.

ولكنني أعرف أنك ستتفهم أن سخريتي
هذه نابعة من مطالعة مئات التصريحات السابقة لمسؤولين في اتحادات وأندية
إفريقية منذ أن تعلمت القراءة وبدأ اهتمامي بكرة القدم وحتى الآن. معظم هذه
التصريحات كانت تصدر قبل لقاءات أندية إفريقية مع الأهلي أو الزمالك في
البطولات القارية أو منتخبات قبل مواجهة الفراعنة وتتوعد بسحق المصريين.

وحينما
أرى تلك الفرق في استاد القاهرة، أجدها مصابة بالذعر من مواجهة نجوم
الأندية المصرية أو منتخبها، ويخسرون بالأربعة والخمسة قبل العودة إلى
ديارهم حيث يعترفون بفارق الخبرة والتاريخ.

منتخب غانا أثبت أنك كنت
على قدر كبير من الصواب وأنني كنت على قدر كبير من الخطأ. ففريق إفريقي
ضاع منه اللقب القاري في الدقائق الأخيرة قبل شهور ويذهب إلى كأس العالم
بدون مايكل إيسيين أهم وأشهر لاعبيه على الإطلاق، كان من الممكن أن يكون
فريسة سهلة لعمالقة العالم الطامعين في اللقب.

فمن فوز على منتخب
صربيا العنيد إلى تعادل غير عادل أمام أستراليا وخسارة بصعوبة وبهدف واحد
أمام ألمانيا التي سحقت إنجلترا والأرجنتين برباعيات فيما بعد، أكدتم أنكم
تستحقون مكانا في كأس العالم "الحقيقي" الذي بدأ مع دور الـ16 ولستم ضمن
"كومبارس" الـ32 الذي حضر كثير منهم وذهب دون أن نشعر بهم.

لم يخش
أبناءك مواجهة الأمريكان الذين حلوا فوق رؤوس الإنجليز في المجموعة
الثالثة، ووصلوا نهائي كأس القارات قبل عام من الآن، وفزتم عليهم باستحقاق
وكان يمكنكم أيضا الوصول إلى أبعد من ذلك في مباراة دور الثمانية.

أعتذر
لك عن استهانتي بحديثك عن فرص غانا في الفوز بكأس العالم للكبار، بعدما
شاهدت بعيني شباب "زي الورد" من غانا أيضا يرفع كأس العالم تحت 20 عاما في
القاهرة، بل ورافقتهم في أكثر من مباراة وتحدثت مع مدربهم الطيب سيلاس
تيتيه، الذي يذكرني كثيرا بالمعلم حسن شحاتة.

فالقانون هنا يعاقب
المجني عليه ويكافئ الجاني، لأن اللعبة الأصلية نسبة التسجيل فيها كانت
100% ولكن نسبة تسجيل ركلة الجزاء مهما ارتفعت لن تصل إلى هذا الرقم بل إن
الطرد لم يمنح غانا أي ميزة إضافية مع انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي من
المباراة

وإذا كنت الآن أعتذر بالأصالة عن نفسي عن خطأي في
الاستهتار بغانا، فإنني أوجه لك اعتذارا بالنيابة عن الفيفا ورئيسها جوزيف
بلاتر الذي قدم أسفه لإنجلترا والم***يك ولم يتقدم بأسفه إلى غانا بعدما تم
اغتيال مفهوم "اللعب النظيف" الذي يتشدق به دائما مسؤولو الاتحاد الدولي.

فإذا
لم يخرج لاعب ما الكرة أثناء سقوط منافس له، تقوم الدنيا ولا تعود مكانها
بسبب عدم الالتزام بالروح الرياضية واللعب النظيف، ولكن حينما يخرج لاعب
الكرة بيده من على خط المرمى لمنع هدف محقق فإنه بذلك يصبح لماحا وذكيا
وسريع البديهة.

أتفهم غضبك وحنقك يا سيد نينتاكاي وأنت تستمع إلى من
يبررون فعلة سواريز بأنه حصل على ما يستحقه ونالت غانا ما تستحقه أيضا
بالقانون ... لأنه قانون جاهل وغبي ولا يتماشى مع اللعب النظيف الذي صدعوا
رؤوسنا به.

فالقانون هنا يعاقب المجني عليه ويكافئ الجاني، لأن
اللعبة الأصلية نسبة التسجيل فيها كانت 100% ولكن نسبة تسجيل ركلة الجزاء
مهما ارتفعت لن تصل إلى هذا الرقم بل إن الطرد لم يمنح غانا أي ميزة إضافية
مع انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة.

خرجت غانا وكان
العدل ألا تخرج، وكان من الممكن أيضا أن تكون ندا للمنتخب الهولندي الذي لم
يقدم إلى الآن ما يجعله مخيفا كالألمان والإسبان الذين يصطدمون في
المباراة الثانية. ولكنك خرجتم بعدما وضعتم رؤوسنا في السماء بجوار علمكم
ذو الألوان الزاهية التي تعبر عن صخب وحماس قارة ربما يكون المصريون من
يرفعون رأسها بعد أربع سنوات في بلاد السامبا.

شكراً على المو ضو ع الجميل

الشكر لله يا استاذ ابوهاجر وجزاك الله عنا كل خير وبارك الله في حضرتك