بسم الله الرحمن الرحيم
الله بلغنا رمضان ... و بلغنا ليلة القدر
اللهم أرضنا و ارضى عنا ... و إلى غيرك لا تكلنا
شهر رمضان و إرادة التغيير ...
لعل كلمة التغيير من أكثر الكلمات التي تطرح في
المنتدى الذي أفتخر أنني من أعضاءه و اللذي أتمنى أن أكون من من قدم
لهم الفائدة يوما ,,, نعم ... يكثر الحديث عن التغيير ...
لماذا لا يتغير وضعنا ... لماذا لا تصبح دولنا متطورة ...
لماذا لا نكون أغنى الناس ... لماذا لا يكون الزواج ميسرا ....
لماذا لا تمنع القنوات المتخصصة بالفيديو كليب لأنها تفسد الشباب
لماذا لا تمنع المسلسلات الهابطة ولا تحذف المشاهد المثيرة للغرائز
لماذا لا يتغير المجتمع للأفضل ... لماذا .... لماذا ....
كلها أسئلة تصب في واد واحد ... لماذا لا يحدث التغيير ...
جميعنا يفكر بأن على المجتمع أن يتغير ... ليتغير معه ..
و نسيت و نسيتم ... أن المجتمع يتألف مني ... ومنك .. ومنكِ ...
و بالمحصلة منا جميعا ... المجتمع لا يتغير ...
إلا إذا تغيرت أنا ... و أنت .... و أنتِ ...
لعل اتفاقنا على هذه الفكرة قد يكون واردا جدا وقريبا فهي منطقية للغاية ...
ولكننا قد نكون متفقين أكثر ... أن التغيير ليس سهلا ...
فالحديد عندما يكون سائلا حارا في أفرانه ... يستطيع الإنسان لويه وتشكيله كما يحلو له ...
ولكنه بعض أن يتصلب ويبرد ... يبدو من المستحيل التأثير فيه ...
و بالتالي عندما لا تكون عادات سيئة ولا جيدة ..
تستطيع اكتساب العادات الجيدة أو السيئة بسهولة ...
ولكن عندما تكون لديك من العادات الكثير عشت
عليها أياما وشهورا .. فسيكون من الصعب عليك
التأقلم مع عادات جديدة ...
ومن هذا المنطلق ...
أحببت أن يكون الحديث وربطه بشهر رمضان ...
و الأمر ليس دينيا بحتا ...
ولكنك يوميا ... تأكل ... وتشرب ... نهارا ...
تفطر و تتغدى ...
وبين يوم وليلة ... وبدون تدرج .. يأتي رمضان ويتم اثباته
بدولتك عبر رؤيتك للهلال ... فتقوم قبل فجر اليوم التالي ...
لتتناول وجبة السحر ... وتدخل بعدها في صيام ... حتى غروب الشمس ...
يا الله ..
كيف بكل هذه البساطة نقوم بهذا الأمر كل عام ...
والله انه صعب .... يعني بعز الحر أحدنا يشرب الكثير من المياه الباردة
العذبة و السوائل الحلوة الباردة و السخنة ... كيف باليوم التالي ليوم تناولك هذه
السوائل ... لا تلقي لها بالا ... ولا تسول لك نفسك بتناولها ...
كيف تغيرت بهذه السرعة ...
ألم تكن الطرق الحديثة .. تميل لتغييرك خطوة خطوة ...
هل فكرت يوما بأن تصوم حتى العصر في آخر عشر أيام من رمضان ...
إذا ...
يبدو أنك قادر على أن تتغير بين يوم وليلة ... وهذه القناعة ضرورية جدا
حتى تستطيع المتابعة ... التغيير في نظام طعامك بين قبل و خلال رمضان
أصعب بكثير ... من التغيير في طريق تعاطيك مع " ورقة " مرمية في الشارع
تدوسها بدلا من أن تحملها وتلقيها في القمامة ...
علما أنه ليس مفهوما لماذا رماها الذي رماها ... ولعله هو الآخر
سيكون سهلا أن يغير طريقة تعاطيه معها ... مقارنة بتغييره وقت أكله المعتاد ...
كل المجتمع في رمضان يتغير ,,,
توقيت فتح و اغلاق المحلات التجارية ... المساجد تتغير ..
حتى نفسيات الناس تتغير .... فلماذا لا نعمل على هذه التغيرات
السلوكية الغير مؤثرة " تغير وقت الطعام " و النفسية الغير مؤثرة " تغييرات الناس النفسية "
إلى تغييرات سلوكية مؤثرة في صميم المجتمع ...
لماذا لا تغيرين من طريقة تعاطيكي المنفتحة مع زملائك الذكور بالعمل أو الدراسة
لماذا لا تغير أنت كذلك لسانك اللذي يقطر شهدا مع زميلاتك .... !!!
لماذا لا تبدأ بالأشياء الأبسط ...
لماذا لا تعاهد نفسك بكل بساطة أن لا تتأخر على موعد ..
عندما يدعوك أحد على غداء أو عشاء ... تصل + أو - نصف ساعة ...
لماذا عندما تدعى على الفطور يكون تأخيرك مستحيلا ...
لماذا .. ولماذا ... ولماذا ...
مرة أخرى ... ربط شهر رمضان بالتغيير ليس دينيا بحتا ...
ولم أتطرق للشياطين التي ستكون مرتاحا منها خلال ثلاثين يوما ...
ولكن الربط ما هو الا من باب أننا جميعا نتحدث عن أننا لا نستطيع أن نتغير
رغم أننا نحلم بالتغيير ... ولكننا خلال يوم وليلة نغير كل نظام حياتنا
من وقت دوامنا الى وقت طعامنا .. الى وقت نومنا ...
الى وقت صلاتنا و الى عدد صلواتنا ....
نعم .. لا تدخل إلى رمضان إلا و أنت واثق بأنك كما ستتمكن
من تغيير نمط حياتك ونظام أكلك وشربك خلال يوم وليلة ... فستستطيع
تغيير كل عاداتك السلبية خلال أربعين يوما ...
هي شهر رمضان ... وما سيليها عيد الفطر ... وست شوال ..
و أخيرا أقول ..
نتمنى الحلم يكون ... ويغير أي سكون
ما كثير الحق بيسطع ... وبيقولوا عليه جنون