مضى أكثر من عشرين يومًا على بدءثورة الشعب الليبى التي اختلفت عن الثورتين العربيتين السابقتين في تونس ومصر من حيث عدد الشهداء الكبير الذي سقط وما زال يسقط ليبياإضافة إلى كون هذه الثورة أصبحت ثورة مسلحة يستخدم فيها كافة أنواع السلاح.
لقد اكتسب المواطن العربي بفضل التطورات المتلاحقة عبر العقود الأخيرة وعيًا سياسيًّا يجعله قادرًا على معرفة ما يريد وما لا يريد، وصار يعرف أعداءه كما يعرف أصدقاءه، ولن تنطلي عليه الألاعيب الدولية التي استمرت قرنًا كاملاً، ضاعت خلاله ثروته، وافتقد سيادته، وخضع لأشكال من الابتزاز والاحتقار المزري، والآن في الحالة الليبية يحاول الغرب جاهدًا -وعلى رأسه أمريكا- أن يضع قدمه في الأرض الليبية للسيطرة على ثروات الدولة وخاصة البترول؛ بحجة حماية الشعب الليبي، بل إن أمريكا مستعدة لتسليح الثوار!!!
البترول الليبي ليس الهدف الوحيد لأمريكا والغرب، لكن هنالك عدة أهداف تسعى قوى الاستعمار الحديث لتحقيقها، ومن أهمها: إحباط الشعوب العربية ولجم الثورات، وذلك من خلال إمّا دعم حرب أهليه في ليبيا وبالتالي سقوط عدد كبير من الضحايا، وإخافة باقي الشعوب العربية من الوقوع بنفس المصير، وبذلك تضعف الدعوات لثورات جديدة في العالم العربي. وإما من خلال التظاهر بدعم ثوار ليبيا، وذلك للسيطرة على انتصارهم القادم بإذن الله، وبالتالي مطالبتهم بثمن هذا الدعم، علمًا أن هذا الدعم سيضعف شعبية الثوار عربيًّا. وإما أن تقوم أمريكا نظريًّا وإعلاميًّا بدعم الثوار، لكن عمليًّا تدعم القذافى ونظامه لهزم الثورة؛ لتكون بذلك أول ثورة يتم وأدها من الثورات الشبابية الحديثة.
ثوار ليبيا، الحذرَ الحذرَ من كل ما يحاك ضدكم، عليكم بالحفاظ على وحدة ليبيا بأي ثمن، فأي انشقاق أو انقسام بأرض وطنكم هو خسارة لكل مسلم وكل عربي، وعليكم بالصبر والثبات؛ فلا بد لليل أن ينجلي وتشرق شمس الحرية، وما أجمل النصر الملون بدماء الشرفاء الأوفياء!!
أعانكم الله وكان معكم، ونصركم بإذن الله.