إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ آل عمران ، الآية : 102 ] ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [ سورة النساء ، الآية : 1 ] ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .صدق الله العظيم .
اما بعد...
الحمد لله الذي أوجدنا على هذه البسيطة ونحن مسلمون موحدون، فالكثير منا لا يدرك هذه النعمة الإلهية ولا يستشعر عظمة هذه الهبة الربانية، و في خِضَمِّ وتيرة الحياة المتسارعة التي نعيشها اليوم هل بات المسلم مدركا لما يدور حوله من متغيرات العصر وإفرازات الحضارة التي افرزها الغرب المعادي في كل الأحوال..
والذي لا يريد لهذه الأمة الإسلامية أن تتقدم نحو تحقيق الصناعات وتعزيز القوة الدفاعية للمسلمين، لقد أصبح الإنسان المسلم أداة استهلاك لكل ما ينتجه الغرب من إفرازات تكنولوجية تسعى إلى إبعاد العقل المسلم عن إيجاد حراك إنتاجي صناعي يدعم قوة المسلمين..
وهذا هو ديدن أعداء الأمة الإسلامية منذ فجر التاريخ وعلينا إدراك هذه الحقيقة والتصدي لنظرية المؤامرة التي يخطط لها الغرب الصليبي.
- نعم ثمة مؤامرة واضحة المعالم والأركان ونعيشها كل يوم ونراها في حيثيات الحياة..
كيف لنا أن نفسر سيطرة التكنولوجيا التي تمكنت من تقييد الحراك الاجتماعي لدى غالبية المسلين وإبعادهم عن دورهم الريادي المفترض في قيادة العالم أخلاقيا.
إن الله سبحانه وتعالى خلقنا كي نعبده وحده واستخلفنا في هذه الأرض كي نعمرها بما يرضيه سبحانه وتعالى وتكون أمتنا الإسلامية هي القائد وهي المسيطرة على هذا الكوكب.
إن الشريعة الإسلامية السمحة لم تضع قيودا على العقل المسلم من ناحية الإنتاج والصناعة وتعزيز القوة الدفاعية. إن الإسلام لم يكن ولن يكون مسيطراً على العقل كما فعلت الكنيسة النصرانية في عصور الظلام الوسطى في القارة الأوربية..
إذ إن الرهبانية التي ابتدعها القساوسة ( والباباوات ) سيطرت على الإنسان الأوروبي وجعلت منه كائناً مذنب عليه الانتظار فقط للحصول على ( صكوك الغفران ) المزعومة وعطلت حواس الإدراك والإبداع لدى الإنسان الغربي.
- لا يمكن أن نقارن بين الدين الإسلامي النقي الحق وبين النصرانية المحرفة. والله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه العزيز بأن نكون أمة قوية ومصدر قوتنا هو تمسكنا بالعقيدة وتطبيق شرع الله سبحانه وتعالى في كل شئون حياتنا..
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )..
ومني رسالة يجب أن تصل إلى كل مسلم وهو بأن الدين لا يتعارض مع العلم الحديث ولكن بشرط المحافظة على الضوابط العقدية التي أمرنا بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويجب على المسلمين أن يستفيدوا من حضارة الغرب وتسخيرها للرد عليهم ومحاربتهم بها وبما ينتجونه لنا. والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
( حسن الختام )