علاء الدين العطار Admin
عدد المساهمات : 2776 تاريخ التسجيل : 22/06/2010
| موضوع: مهن في دائرة السقوط الأخلاقي السبت 03 يوليو 2010, 2:17 am | |
| مهن في دائرة السقوط الأخلاقي
تعددت في الآونة الأخيرة نوعية من الجرائم التي يكون لمرتكبها سلطة معنوية علي الضحية مثل الجرائم اللا أخلاقية التي وقعت من بعض الأطباء أو المدرسين, فهؤلاء دنسوا شرف مهنتهم وانتهكوا عرض أنفسهم قبل انتهاكهم لأعراض ضحاياهم.
والأغرب أنهم قاموا باستعراض ذلك بتصوير تلك الوقائع المقززة والمؤسفة, الأمر الذي يدل علي انهيار أخلاقي وتصدع بالقيم, وبرغم صدور عدة أحكام قضائية بإدانة أولئك المتهمين فإن تلك الجريمة في أزدياد, فهل يرجع ذلك لخلل قانوني أم لأسباب خارجة عن ذلك؟! يقول الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي ان هناك حواجز مهنية وأخلاقية ودينية تحيط ببعض المهن التي تحمل في طياتها تقديم خدمة أو رعاية مثل الطب والتدريس والقضاء والشرطة, وما تراه من بعض الأفعال الخارجة عن القانون والتي يرتكبها بعض من ينتمون لهذه المهن المهمة وممارستهم لأفعال غير أخلاقية بل وتصوير تلك الأفعال وتداولها, مما يدل علي اضطراب شديد في شخصية من يقوم بهذه الأفعال ومعاناته من بعض المشكلات في حياته, إلا أن الأمر هنا لا يتوقف عند حالة ضعف طارئ أو لحظي بل تجاوز ذلك بالقيام بعمل مرتب ومنظم بتحضير كاميرات لتصوير تلك السلوكيات ومشاهدتها للاستمتاع بها, مما يجعلنا أمام فساد منظم يتسبب في إصابة المواطنين بحالة من القلق والرعب الشديد, نظرا لأن مرتكبي تلك الأفعال هم أصحاب مهن تمثل مواطن العفة في أي مجتمع فإذا انتابها الفساد يفقد المجتمع الشعور بالأمان. ويضيف قائلا: اننا إذا تحدثنا عن بعض التجاوزات الخاصة بالأطباء علي سبيل المثال فنحن هنا أمام أمرين لابد من إلقاء الضوء عليهما, أولهما أن العلاقة بين الطبيب والمريض يمكن أن تتطور لما يعرف باسم علاقة الطرح حيث يحدث ارتباط غير عادل بينهما وتزول الحواجز ويحاول أحد الأطراف الطبيب إغواء الآخر, ولعدم تدريب الكثير من الأطباء علي كيفية التعامل مع المريض لمنع حدوث هذا الخلط تقع الكثير من المشكلات. والأمر الثاني هو تضخيم الذات لدي الطبيب منذ مراحل الدراسة وتعميق الشعور لديه باختلافه عن الآخرين, خاصة إذا ما وصل الطبيب لمرحلة معينة من الشهرة, فتضخيم الذات هنا يشعر البعض بأنه من حقهم الحصول علي أي شيء وارتكاب أية أفعال. أما بالنسبة للمدرسين فمع انتقال التعليم من المدارس إلي الدروس الخصوصية والتي أصبحت هي التعليم البديل مماجعل العملية التعليمية تدور في غرف مغلقة وفي ظل غياب الرقابة, أدي ذلك لوقوع الكثير من التجاوزات, والتي تحدث مع توطد العلاقات دون ضوابط. ويوضح أحمد موافي رئيس النيابة ان القانون شرح كيفية معالجة بعض الجرائم التي تنجم عن اساءة استخدام وسائل الاتصال الحديثة كالتليفون المحمول, فمن المؤسف ان ظاهرة تصوير الشخص لنفسه مع آخرين أو أخريات في اوضاع مخلة وتبادلها باتت منتشرة في الآونة الأخيرة وتمثل خروجا سافرا علي تقاليد المجتمع. وبشكل عام التقاط شخص لصورة امرأة أو شخص ما دون الحصول علي اذن بذلك وعلم المجني عليه بهذا الأمر وتضرر منه يعد هذا السلوك جريمة يعاقب عليها بالحبس لمدة تصل إلي عام. أما إذا قام المتهم باستغلال ما قام بتصويره من افعال فاضحة لابتزاز ضحاياه باي شكل من الاشكال كالحصول علي المال أو ارغامهم علي الاستمرار بعلاقتهم به فيعد هذا الفعل جناية تصل عقوبتها للحبس5 سنوات. ويشير موافي إلي ملاحظة مهمة وهي أن القانون أوضح عددا من الظروف المشددة لمعاقبة مثل اولئك المتهمين, وهي أن يتم ارتكابها من قبل موظف عام يستغل سلطته الوظيفية في ممارسة افعال مخلة وتصويرها مثل الطبيب بالمستشفي الحكومي أو المدرسي, فهؤلاء بطبيعة اعمالهم تكون لديهم سلطات علي المجني عليهم, ولذلك وضع قانون العقوبات عقوبة مشددة في مثل تلك الحالة تبدأ من3 سنوات وتصل إلي15 سنة.
| |
|