دولة أمـن الدولـة التي تحـرق مصــر الآن ... لم يعد ممكنا السكوت عليهم

دولة أمـن الدولـة التي تحـرق مصــر
الآن ... لم يعد ممكنا السكوت عليهم
الخبر الذي يهز مصر الآن من أدناها الى أقصاها أن جهاز مباحث أمن الدولة يتلف ويحرق أوراق ووثائق ومستندات ، لا حصر لها ، والمشكلة ليست فقط أنهم يحرقون الآن الأوراق والمستندات ، وانما ما أفلت من الحريق من هذه الوثائق والمستندات يكشف انهم منذ زمن طويل كانوا يحرقون مصر بتاريخها وشعبها ومؤسساتها وأجهزتها بكل ما تحمله الكلمات من معاني ، مصر التي لم تكن السيادة فيها للدولة ، لقد كان أمن الدولة في حقيقة الأمر هو كل الدولة .

وشبكة الانترنت الآن غارقة في الوثائق التي تكشف كيف كان يتم تجنيد القضاة ورجال النيابة العامة للاستعانة بهم في تزوير الانتخابات ، وكيف كانت كل وزارات الدولة وهيئاتها خادمة لمباحث امن الدولة لدرجة ان الجهاز المركزي للتنظيم والادارة يصدر لمخبريهم كارنيهات وبطاقات يستطيعون بها دخول كل بيت في مصر والتجس عليه ، وكيف كانت وزارة المالية ومصلحة الضرائب تأتمر بأوامر أمن الدولة وتقدم البلاغات التي تعد في الجهاز ضد أشخاص بعينهم .

كيف كان رئيس جهاز مباحث أمن الدولة ، وكأنه هو رئيس الدولة وكل المسئولين فيها رهن اشارته يأمر الوزراء فيطيعون وينهاهم فينتهون .

كيف كانت الاحزاب الكرتونية تتأسس على يد أمن الدولة وتمول صحفها حتى تنطلق الاقلام الصحفية المسعورة منها فتنهش الكتاب الصحفيين الشرفاء وتخوض في اعراضهم وكرامتهم حتى يتوقفوا عن نقد النظام .

كيف كانوا يسخرون كل الامكانات والادوات لنجاح مخبريهم في النقابات المهنية العامة والفرعية حتى يتحكموا في مقدرات عشرات المهنيين في مصر ، ولم يعد خافيا الآن صحة ما كان يتندر به البعض من ان نقيب اكبر النقابات المهنية في مصر لم يدخل الانتخابات في المرة الأولى ـ قبل القضاء بوقفها ـ بتعليمات من أمن الدولة ودخلها في المرة الثانية بتعليمات من أمن الدولة .

كيف كانوا يتحكمون في ملفات التعيين في البنوك وشركات البترول وشركات التأمين وكافة المهن التي تدفع مئات الالاف من اجل الالتحاق بها وهو ما تضخمت بسببه ثروات كبار الضباط في أمن الدولة وتعرض الجهاز المركزي للمحاسبات لمحاولة احراقه بسبب اعداد تقرير في هذا الشأن تمهيدا لتقديمه الى النيابة العامة .

عشرات بل مئات من الوقائع والجرائم تجعلنا حين نفيق من الدهشة نكتشف اننا كنا نعتقد من قبل أن انتهاك حقوق الانسان والتعذيب هو جريمة أمن الدولة ، فاذا بهذه الجريمة تبدو من الضآلة بجوار جرائم تجريف الوطن والزمان والمكان والانسان والضمير .

لم يعد ممكنا الآن ان نحتمل ما ينادي به البعض من عدم تصفية أمن الدولة ، ولن نطيق سماع اسم هذا الجهاز مرة أخرى مهما أجريت له من عمليات تجميل أو تهذيب ، ولم يعد هناك بد من تجميده وتوقيف من يعملون به جميعا لحين التحقيق في هذه الجرائم وكشفها جميعا للرأي العام .

ويجب فورا تحريز كافة الأوراق والوثائق والمستندات داخل جميع مقار جهاز أمن الدولة وأن تخضع جميعها لتحقيق سياسي قضائي موسع ، من لجنة قضائية وحقوقية محايدة ، برئاسة أحد قضاة مصر وبمعاونة الحقوقيين الشرفاء والعمل على تصفية الجهاز ومراجعة كافة الاوراق والمستندات التي افلتت من الحرق او الاتلاف ، والكشف عن اسماء كل العملاء الذين تجردوا من كل ضمير واستغلوا مناصبهم واماكن عملهم في ممارسة عمل وضيع ، وقبلوا على أنفسهم ان يكونوا مخبرين لأمن الدولة ، وبينهم قضاة واعضاء نيابة ونقباء ونقابيون واساتذة جامعات وموظفين كبار وغيرهم كشفتهم جميعا الوثائق التي تسربت.

لم يعد ممكنا الآن أن نقبل غير محاسبة كل من تورطوا فى جرائم التجسس على المصريين وانتهاك كرامتهم واعراضهم وسلب حقوقهم العامة وجرائم التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان ، كل ذلك بلا هدف سوى ضمان استمرار نظامهم قبل نظام الحكم ، وضمان أمنهم قبل أمن من كلفوهم بهذه المهام القذرة ، وضمان دولتهم قبل الدولة التي سموا جهازهم كذباً بأمنها .

لن نقبل بغير محاسبة هؤلاء المجرمون الذين لم يكتفوا بالاعتقال والتعذيب والتلفيق ، بل خرجواعلى كل القيم الاخلاقية والدينية والوطنية والإنسانية ، وحين شعروا بسقوط دولتهم قرروا يسقطوا معهم دولة مصر بالمكائد والمؤامرات والحرائق .

إن دولة أمن الدولة أصبحت ببساطة أكثر من طاقتنا على الاحتمال .

من ذاق مرارة التعذيب فى أمن الدولة لايستغرب عن دولة أمن الدولة التى تضخمت وتشعبت حتى تصل الى هذا الحجم الموازى للدولة ونعرف السر الذى كان يجعل منه الذراع الطولى لوزير الداخلية للقبض على كافة أشكال الحياة فى مصر فليس ماتم كشفة اليوم الا نقطة فى بحر هذا الجهاز الاخطبوطى الكبير ومهما قاموا باحراق مستندات وفرمها فهى مستندات نظام .. وكم كان اندهاشنا من تحكمهم فى كل شيئ فى البلد حتى امتحانات سنوات النقل الابتدائى واذا كان ماذكره صفوت عبد الغنى من مسائل السحل والقاء الابرياء من أسطح بنايات هذه الاجهزة .. وتذكرت أننى كنت واحداً ممن كانوا على وشك القاءه من مبنى مباحث أمن الدولة بالمنيا يوم 20 أكتوبر عام 1981 ، ورغم أن مافعل بى مالايخطر ببال الا أن مافعل بغيرى كان أشد وأشهد أنه قد شاركنى فى زنزانتى فتى فى الصف الاول الثانوى قبضوا على شقيقته فسلم نفسه مضطراً وراهنه ضابط منهم وقال له أختك تحت ايدى وانت عارف .. شيئ بشع فعذرا أننى لا أتعجب مما أسمعه وكنت واثقاً أنه من الصعب جداً على أى نظام قادم أن يواجه هذا الجهاز .. لان رحيل مبارك أهون من فكرة حل هذا الجهاز .. وسوف ترون مايشيب له الولدان ..وسترون فتنا وقتلا ومصائب سوداء .. لايعلم مداها الا الله

ولعلنا الان نكون قد فهمنا ذلك التباطؤ الذى اتبعة الفريق شفيق واللواء محمود وجدى مع هذا الجهاز وكيف قام أفراده بعمليات الفرم بعد استقالته .. وهو ماذكره الكاتب بلال فضل فى التصريح الهام الذى أدلى بد منذ قليل والذى كنا نخشى أن يمنع نشرة على النت والله يسامحك يا براهيم سعودى مش هاكتب فى الموضوع لانك كتبت ما أريد وأوصلت ما أرغب ويكفينى ماعلقت به وحسبنا الله ونعم الوكيل ولك الله يامصر
خمسين مستند أمن الدولة تكشف استقطاب دولة داخل جهاز أمن الدولة

تسلم يا خال